نــــــــوبـــل أوبـــــــامــــــا

on 15 أكتوبر 2009

هل كان الرئيس الامريكى باراك اوباما يستحق التكريم بأعلى جائزة و الأشهر فى العالم لمجرد وعود ..!
سؤال طرحه الأمريكيين أنفسهم قبل العالم بأسره و اثار شكوك حول رئيس لجنة نوبل لما قد يكون ارتكبه من مجاملة أو نفاق بمثل هذه الجائزة الرفيعة المستوى. الرئيس أوباما – حتى الآن – يسير بشكل جيد نظريا و يقول انه لديه بلورة و حل لمشكلات الشرق الأوسط و أيضا أعلن سحب القوات من العراق و بدء بانسحابها من المدن و قال أنه ينوى استكمال الحرب فى افغانستان و وعد بإغلاق معتقل جوانتامو و إنهاء قضية ملف إيران النووى و ايضا وعد بإصلاحات اقتصادية واسعة و وعد بإعادة هيكلة النظام الصحى الأمريكى .... هذا تقريبا ما تضمنه البرنامج الانتخابى للرئيس الذى امتلك كاريزمة و قدرة بالغة على الاقناع و التحدث بحماس و لكن ..... تبقى كل هذه الأمور معلقة حتى اللحظة التى فاز بها بجائزة نوبل بل و حتى الآن تبقى معلقة ... فماذا نفذ أوباما من وعوده ؟
و ماذا قدم للعالم لكى ينول تلك الجائزة التى حازها الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات و لكن السادات قد فعل فإن السادات بعدما حارب لاسترداد الحق المسلوب عملا بمبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة و لكنه بعد الحرب سافر إلى تل أبيب قلب عدوه و خطب فى بيته – الكنيست – و سعى جاهدا للسلام حتى أبرم اتفاقية كامب ديفيد كما ان السادات تمتع بتاريخ مشرف من الوطنية و مساهمته فى انقلاب يوليو الذى حرر مصر و طرد الانجليز و أمم القناة مما أهل السادات للفوز بهذا الشرف العظيم و لكن ماذا عن أوباما .
صرحت لجنة الجائزة بأن أوباما حصل على الجائزة " لجهوده الاستثنائية من أجل تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب " فأى جهود بذلها الرجل فى 9 شهور رئاسية ؟ و إن كان هناك جهود فهل أثمرت ؟
تعزيز العلاقات الدولية يأتى بأن يكون طرفا لحل مشكلة أو نزاع بين دولتين أو نزاع بين طرفين فى دولة و العالم ملئ بهذه الأمثلة فهل كان أوباما طرفا فى حل مشكلة الصحراء الغربية بين المغرب و أسبانيا ؟ أو أنهى خلاف بلاده الدبلوماسى مع فنزويلا ؟ أو كان طرفا لإنهاء قضية قبرص و تركيا ؟ أو كان طرفا فى إنهاء النزاع على كشمير ؟ أو تدخل لتحسين الوضع فى دارفور ؟ أو تدخل بمبادرة لوقف إطلاق النار أثناء حرب غزة ؟ و هل اتخذ خطوة إيجابية بين الفلسطينيين و الإسرائيليين ؟ ..... الرجل لم يفعل ذلك و بالتالى فأين تعزيزه للعلاقات الدولية الذى حصل على الجائزة من أجله ؟ و أما عن التعاون بين الشعوب فأى شعوب زارها أوباما فى 9 أشهر رئاسية ؟

لست ضد أوباما فأنا أحد المتفاءلين بإدارته و لكننى اندهشت حقا من حصوله على الجائزة كما اندهشت الأوساط الصحفية الأمريكية نفسها و فى تعليق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد عكس هذه المفاجأة حيث عنونت، على موقعها الالكتروني: "أوباما يحصل على نوبل للسلام: في مقابل ماذا؟"، مشيرة إلى أنه "أصبح باستطاعة أي زعيم سياسي أن يحصل على جائزة للسلام لمجرد أنه يعتزم تحقيق السلام في وقت ما في المستقبل". ففوزه بالجائزة جاء دون أى عمل حقيقى منه على دعم السلام أو إنهاء أى مشكلة فعلية.

أخيرا قد ذكرت مصادر أن الرئيس مبارك كان مرشحا بالمناصفة مع ساركوزى لنيل الجائزة لما حققته المبادرة المصرية الفرنسية من أثر فى حرب غزة و على إثرها توقفت الحرب، و دعونى أتساءل ؟ أمن وعد بتحقيق السلام و لم يفصح حتى عن آلية لتطبيق ما يقول – هو – الذى يستحق أم الذى حقن دماء و أوقف عدوانا على أبرياء و بذل مجهودات دبلوماسية مضنية و عقد مؤتمر دولى طارئ بشرم الشيخ بعد أيام من العدوان ؟
هذه ليست عاطفة و لكن إن كان أوباما يستحق نوبل للسلام فإن الرئيس مبارك يستحق أن تصنع له جائزة باسمه للسلام ...... و لن أتحدث عن علاقات الرئيس الدبلوماسية أو جهوده فى المصالحة الفلسطينية و فى الملف الفلسطينى الإسرائيلى و ملف دارفور و حرصه على استقلال و دعم استقرار لبنان و إنشاؤه للاتحاد الأورومتوسطى و مساهماته فى القضايا الأفريقية فى الاتحاد الأفريقى ............. حقا أنها نوبل !

0 الردود:

إرسال تعليق