البرادعى أقرب مرشحى المعارضة فى 2011

on 23 أكتوبر 2009


قال الكثير من المثقفين و السياسيين و الشخصيات العامة أن البرادعى قيمة مصرية و أيقونة حقيقة تعكس الشفافية و المصداقية و الثقل الدبلوماسى و الفكر المستنير مما أهله لقيادة هيئة عالمية بحجم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنجاح و لكن البعض أرفق هذه الكلمات و الجمل بجملة أخرى ألا و هى " من السابق لأوانه تحديد و تسمية مرشح الرئاسة " و أنا أرى الجملة سخيفة جدا و لا تحمل معنى واحد آخر سوى المماطلة و الامتعاض و الخوف من تأثير النظام و هيمنة الحزب الوطنى على مجريات الأمور فى مصر. نحن الآن فى أواخر 2009 أى على أعتاب 2010 و من المعقول جدا تسمية مرشح فى هذا التوقيت نظرا لأنه ليس مرشح برلمان و لا مرشح لهيئة قناة السويس و لا مرشح نادى قضاة مع احترامى للهيئات السابقة و لكنه مرشح للرئاسة. كما يفرض الوضع الداخلى المضطرب و الغامض لمصر تحركات عديدة لمرشح هذا المنصب من اجتماعات و تحالفات و لقاءات و إعداد لبرنامج انتخابى حقيقى – أتحدث عن مرشح المعارضة بالطبع – فلا توجد مشكلة لدى مرشح الوطنى. مرشح المعارضة أيا كان اسمه لابد أن يجتمع بقوى المعارضة صغيرها و كبيرها من أول الوفد و التجمع و الناصرى و الجماعة الإسلامية " الإخوان " مرورا بحزب الغد و حزب الجبهة الشعبية الديمقراطية و حركة كفاية وصولا إلى الشخصيات العامة المستقلة المرموقة سياسيا التى طرح اسمها لتمثيل المعارضة و ذلك من أجل الاتفاق على مرشح واحد للمعارضة و الباقى يقف خلفه و يطرح عليه رؤيته من أجل الوصول إلى رؤية شاملة للمعارضة من خلال عرض كل جهة لتصوراتها عن مستقبل مصر . فلا معنى لكلمات من رددوا أن الوقت مبكرا فالوقت ليس مبكرا فى ظل هيبة و قوة المنصب و تدهور الوضع الداخلى لمصر.
نعود بحديثنا إلى البرادعى كاقرب الأسماء المرشحة لتمثيل المعارضة فهو شخص كفء جدا فى مجال القيادة و لديه الخبرة الدولية و العلاقات الاستراتيجية التى تؤهله لشغل المنصب إضافة إلى أن الرجل صمد أمام الضغوطات الأمريكية فى ملفى العراق و إيران و اتزن نفسيا و عمليا و تعامل مع كلا الموقفين بثبات و موضوعية مما أكسبه احترام معارضيه قبل مؤيده فى العالم و فى داخل الوكالة التى يديرها لفترة ثانية تنتهى بنهاية نوفمبر المقبل. غير أن الرجل حصل على جائزة نوبل للسلام التى عادة ما يحصل عليها المناضلين السياسيين و زعماء الدول مما يعنى أنه دوليا معروف بنزاهته و نزعته الداخلية لإحلال السلام و ميله للحلول البلوماسية فى كافة الأمور مما يعكس فكره المستنير و رجاحة العقل و الحكمة و الرزانة مما تجعله امتداد لسياسة الرئيس مبارك فى هذا الشأن فقط و هو شأن السلام و الخيارات الدبلوماسية الناجحة و الحكيمة.
و قد تبنى شباب الوفد الفكرة عندما عرضوا الفكرة علنا أن البرادعى شخص مناسب تتفق على القوى السياسية بمختلف اتجاهتها الاسلامية كانت أو الليبرالية أو اليسارية كما يحظى باحترام و حب الناس فى الشارع و بالنظر إلى مؤهلاته السابق ذكرها فسيكون الأمل فى منافسة الحزب الوطنى منافسة شرسة سواء كان مرشح النظام الرئيس حسنى مبارك أو جمال مبارك أو أى شخصية أخرى من داخل جدران الحزب نظرا لما للحزب من سيطرة وهيمنة على البلاد مما تجعل فرصة فوز أى مرشح آخر ضئيلة إلا إذا كان فعلا يمتلك مؤهلات خاصة و يتفق عليه الجميع فى المعارضة و يحظى بقاعدة شعبية فستكون المنافسة حقا جيدة .
و أخيرا و ليس آخرا ، قد يستغرب البعض عندما أقول رأيى عن انتخابات 2011 .......... أنا لا أريد مرشحا بعينه و سأكون مسرورا و سعيدا جدا بأى مرشح فى حال حدوث انتخابات حقيقية فى إطار شفاف و نزيه و ديمقراطى .. عندما تكون هناك انتخابات شرسة و معركة محترمة و قوية قائمة على احترام المنافسين لبعضهم و تأخذ الانتخابات شكلا متحضرا ديمقراطيا حرا سأكون فى غاية السعادة أننا انتقلنا من مرحلة الاقتراع إلى مرحلة التعددية و منها إلى مرحلة التنافس بين جبهة النظام و جبهة المعارضة و كلاهما ممثل فى شخص واحد و هذا التحول حدث فى أقل سبع سنوات فذلك وحده انتصارا و تحركا إيجابيا ملحوظا نحو الديمقراطية الحقة مع طبعا نزاهة و شفافية الانتخابات .........
حينها فقط سأكون مسرورا جدا جدا بغض النظر عن الفائز فى الانتخابات فسيكون حينئذ الفائز ليس مرشح النظام و لا مرشح المعارضة بل هو مرشح أغلبية الشعب .... و تلك هى الديمقراطية

0 الردود:

إرسال تعليق