مفهوم من مفاهيم الديمقراطية

on 11 سبتمبر 2010

و لــــمـــا لا ؟
تشهد مصر فى الآونة الأخيرة حالة غير مسبوقة من الحراك السياسى سواء كان هذا الحراك مصدره مؤسسة أو حزب أو حتى شعبى و هو حتى الآن نوع محمود من الحراك الذى تمتاز به الدول التى تخطى نحو الديمقراطية .... تلك الكلمة التى باتت مطلبا شعبيا واسعا لمن يدرك معناها و من لم يدرك و لكن الشعب المصرى به خاصية ليست موجودة فى شعوب العالم بجانب أنه شعب قادر دوما على الضحك إلا أنه شعب متعته فى الخلاف – ببساطة عندما تقول فئة "يمين " لا بد و أن تظهر لها فئة تقول " شمال " حتى و لو كان اليمين هذا حق واضح لا يقبل الجدال – ما علينا – ما أعنيه هو الفهم الخاطئ للديمقراطية عند معظم الناس بأن مفهومها هو معارضة الحكومة و الرئيس و قول " لا " على الفاضى و المليان و الحقيقة ان الديمقراطية بريئة من هذا المفهوم .
الديمقراطية هى كلمة عامة و مطاطة تحمل فى طياتها أكثر من معنى و تتطلب أكثر من سلوك و مناقشتى هنا على سلوك و معنى من سلوكيات و معانى الديمقراطية و هو " لـــمـــا لا ؟ " . و بمعنى بسيط أن يكون لدينا القدرة أن نسأل أنفسنا قبل أن نعارض شيئا أو سلوكا أو قرارا أو حكومة أو حتى رئيسا و نظاما بأكمله أن نقول و لما لا ؟ هو أن نسأل أنفسنا لماذا نعترض و على ماذا نعترض و نفكر فيما ننوى أن نعترض عليه و بعد ذلك نأخذ اتجاه حسب ما وصلنا له بعد تفكير .
و المثل الأكبر حينما تنامى فى الفترة الأخيرة الحديث عن خوض جمال مبارك الانتخابات الرئاسية المقبلة كمرشح للحزب الوطنى – فى حالة عدم ترشح الرئيس مبارك – و قامت أيضا الدنيا و لم تقعد و لا للتوريث و مصر كبيرة عليك يا جمال و لا للمش عارف إيه ده ..... و لم نكلف انفسنا بالحديث عن ماذا يمكن أن يقدمه جمال مبارك للبلاد و ماذا يمكنه أن يفعل ... بل و لم نكلف أنفسنا بإعداد مطالب لتقديمها لجمال فى حالة ترشحه بل لم نخاطب جمال أصلا من أصله و اكتفينا بـالمعارضة و التهكم و السخرية ... فبدلا من أن نسخر و نتهكم و نعارض من الأفضل إذا ما كان فعلا سيترشح جمال مبارك ان نخاطبه بما نشاء و ان نقول له على ما نريد و أن نسمع ما يريد فعله و نطلب منه عرض أجنتده علينا و بعدها نحكم – أنا لست مع أو ضد جمال مبارك – و من خلال ما سيقدمه من أفكار و حلول لمشكلات البلاد نحكم على ما إذا كان يصلح او لا .. و يترشح جمال و نذهب إلى الصناديق و يقول له " لا " من لم يقتنع و يقول له " نعم " من اقتنع فتلك هى الديمقراطية أما الحديث عن التوريث فالحديث شكليا غير مقبول لأن جمال مبارك سيترشح على رأس الحزب الوطنى شأنه شأن أى عضو فى هيئة أى حزب العيا يحق له الترشح و ليس ترشحه لأنه ابن مبارك أما مضمونا فهنا الحديث فلنتقدم بمطلبنا و نقول أن الانتخابات لابد أن تكون نزاهتها و شفافيتها مضمونة و فى هذه الحالة سنقبل بأى مرشح يفوز فيها حتى لو كان هذا المرشح هو الاسطى عبدة بتاع الكبدة .
غاية ما اريد أن أقول أن نسمع و نعقل قبل أن نحكم و نأخذ موقف و نحاول الجدال و النقاش و الحوار مع من نعارض قبل أن نعاديه و نقف فى وجهه و نقول له " مصر كبيرة عليك يا جمال " فمصر مش تى شيرت لاكوست أبيض فى كحلى عشان تبقى كبيرة عليه .
مصر دولة و كيان و لها مميزاتها و عندها بعض المشكلات و المرشح لرئاستها لابد يقول سياسته للدولة و مبادئ حفاظه على الكيان و كيف يستغل مميزاته و يصلح مشكلاتها و من هنا نحكم إذا كانت كبيرة عليه و لا كمامها ضيقة .............

1 الردود:

غير معرف يقول...

وجهه نظر منطقية جداا وكتير من الناس مش بتشفها زي ما قلت بس ضروري نفكر فيها الموضوع مهم مش كلام وبس وياريت كل الناس تفكر الاول قبل ما تتكلم

إرسال تعليق