........ الدخول الآمن

on 22 يوليو 2010

لعل ما ورد من تقارير و مقالات و آراء عن صحة الرئيس مبارك قطعا أثار جدلا
واسعا ما إذا كانت استفزازات سياسية - كما صرح مسئول دبلوماسى - أو أنها
إشاعات كما صرح الوزير مفيد شهاب أو أنها تقارير استخباراتية حقيقية تتحدث عن وقائع
- كما ورد فى الواشنطن تايمز - و هذا يعيد إلى أذهاننا فكرة " الخروج الآمن للرئيس "
التى طرحها المفكر و الشخصية البارزة الإعلامى الكبير " عماد الدين أديب "
و كيف صور تلك الفكرة التى تخص احتمالات خروج الرئيس مبارك

و ربما ليس عليّ الحديث عن " الخروج الآمن للرئيس "
لأننى أؤمن و اعتقد بأن دخول رئيسا جديدا أهم بكثيرمن خروج رئيس حالى
و أرى أن الأولوية فى الأمان لابد أن تكون لدخول رئيس جديد بدلا من أن تكون
لخروج رئيس بأى كيفية كانت أو بأى وضعية ...... بمعنى آخر .....

أن دخول آمن لرئيس جديد للبلاد على أى فرضية لغياب الرئيس مبارك
أهم بكثير و أولى بالحديث عنه من أن تتحدث عن احتمالات خروج الرئيس مبارك
فعلى أى فرضية لغياب الرئيس سوف يترك البلاد فى منحنى هو الأخطر فى تاريخها
على كافة الأصعدة " السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الأمنية أيضا "

فلنتخيل غياب الرئيس مبارك عن مقعد الرئاسة لأى سبب فكيف سيكون وضع البلاد ؟؟؟
و ما هى احتمالات شغل منصب الرئاسة فى ظل غيابه ؟؟

هذا ما أردت مناقشته فى مقالى .. فهناك عدة سيناريوهات بالغة التعقيد يمكن أن تحدث عنها


- لا يخفى على أحد ان شعبية الحكومة و الحزب التى تمثله ( الحزب الوطنى الحاكم )
فى أدنى مستوى لها على الإطلاق

- و من المؤكد أن البلاد تمر بهزة سياسية غير مسبوقة نتجت عن حراك سياسي شعبى و مؤسسى

- و ما قد يخفى عن البعض هو أن المؤسسة العسكرية و الداخلية ترعى نظام على رأسه مبارك
و لا ترعى الحزب الوطنى و من ثم فإن المؤسستين وقتها - أى وقت غياب الرئيس -
سيكونان على المحك و تحركاتهم ستكون محسوبة للغاية

- و نحن نرى العالم من حولنا تتجه أنظاره لمصر لأسباب عديدة أبرزها إشاعات صحة الرئيس
و التطور المنتظر فى الحوار الفلسطينى الاسرائيلي و أيضا بسبب التغييرات الإقليمية الأخرى
على صعيد الملف الايرانى أو الخلافات الاسرائيلية التركية


تلك هى أبرز وقائع المشهد المصري فى هذه الفترة و من المؤكد استمرارها أو زيادة حدتها بمرور الأيام
ففى وضع متشابك و ساخن كهذا كيف لبلد أن تتقبل أصلا فكرة غياب الرئيس؟


أسيكون الوضع مستقرا و هادئا مصحوب بترقب للسيناريو الذى سيعقب ذلك الوضع
- و هذا ما أتمناه حقا من الله - .

أم - لاقدر الله - ستنفجر القنبلة الموقوتة التى تسمى بـ " شعب مصر " و تخرج الناس فى الشوراع

لتعبر عن رأيها و توجهها بطريقة " غير سلمية "

و هل للقوى المعارضة أن تعد أوراقها فى هدوء و روية لما بعد مبارك ؟

أم سنراها تستغل الفرصة و يسعى كل طرف منهم على حدة للوصول بأى طريقة للمقعد الخاوى ؟


و فى مثل هذا الوضع الذى نعيشه بأى شكل و كيفية سيختار الشعب رئيسا و من أى جهة ؟


أسيكون التزوير من جانب الحزب الوطنى لمرشحهم أيا كان اسمه ؟

أسيكون الرئيس من المؤسسة العسكرية لفترة انتقالية لتهدأ الأمور
ثم يعلن تنحيه و يعلن إجراء انتخابات ؟

أم سيكون للدستور الكلمة العليا بتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا
رئيسا انتقاليا لمدة 60 يوما لحين اجراء انتخابات ؟


بالتأكيد ليس هناك يجزم بسيناريو لردة فعل الشعب فى غياب الرئيس و لا لقدوم رئيس جديد
و لكنها تبقى أسئلة مطروحة و تبقى سيناريوهات قابلة للاجتهاد نظرا لتعقيدات الوضع المصري

و أ
خيرا ما أود قوله أن الضرورة تقتضى أن يكون دخول الرئيس الجديد للسلطة دخولا آمنا
ليس من أجل هذا و لا من أجل ذاك بل من أجل تجنب عواقب و اهتزازات و عواصف
يمكن أن تعصف بالاستقرار السياسي و الاجتماعى و الاقتصادى أيضا

و من ثم فلابد للشعب و الحكومة و الإعلام و الرئيس مبارك شخصيا
أن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل تدبير سيناريو يضمن دخول آمن لذلك الرئيس المجهول

0 الردود:

إرسال تعليق